[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من بيادر الخير وخصب الارض تشمخ السنابل وتتراقص على الهضاب وهي ترنو للشمس وتبتسم للندى مع كل صباح ، هكذا كانت السنابل كتبت بها فلاحتنا لتصبح مداداً فنسجت اثاثاً تحتاجه ينسجم من بيتها الطيني وها نحن نحدثكم عن هذه الصناعة .
صناعة القش هكذا يحلوا لنساء القرية تسميتها. تبدأ المراحل الأولى لهذه الصناعة صيفا حيث تجتمع النساء والفتيات على البيادر حيث تجمع أكوام محصول القمح وتبدأ بجمع وترتيب سيقان القمح بعد فصل السنابل عنها واختيار الجزء المناسب والأمثل لهذه الصناعة. ويكون الجزء المناسب من أسفل السنبلة إلى العقدة الأولى في الساق. وعادة ما يكون طول هذا الجزء حوالي 40 سم. وتجمع المرأة هذه الأجزاء على شكل ربطة (ظمة) وتستمر المرأة بهذه العملية حتى تجمع ما يكفي حاجتها لما ترغب في صناعته.
إلى جانب هذا النوع من القش تحتفظ المرآة بكمية من القش الخالي من السنابل ولكن دون تهذيب لاستخدامه في الصناعة أيضا وهو ما يطلق عليه (الحشوة).
تبدأ المرحلة الثانية من التصنيع بإعداد هذه المواد من أجل بدأ التصنيع وذلك بإحضار الأصباغ المعينة إذا أرادت أن تجعل من أدواتها أدوات مفرحة جميلة وتقوم أيضا بتليين القش وذلك بنقعه بالماء مدة كافية وكذلك القش المستخدم في الحشوة.
بعد ذلك تستعد النساء للبدء بعملية التصنيع وغالبا ما تكون في فصل الشتاء، حيث تجتمع النساء بشكل جماعات، في الغالب تحضر كل منهن أدواتها وموادها ويجلسن متحلقات يمارسن صناعتهن ويتبادلن الحديث في أمور القرية والناس.
1 - صناعة الأطباق
ويطلق عليها (الصواني) ومفردها صنية. وتبدأ عملية تصنيعها بأن تقوم المرأة بعقد مجموعة من القش قد لا تزيد على أربعة إلى خمسة، بدائرة قطرها 1سم-1.5سم ثم تبدأ بعد ذلك بثني القش حول هذه العقد بشكل دائري وهذا ما يسمى بدور الصنية، وتتم العملية بإحداث ثقب صغير بواسطة (المخرز) وإدخال القشة فيه ثم ثنيها بشكل دائري وبدوائر متراصة حتى تصل إلى النهاية فتضمها إلى الحشوة وتبدأ بالأخرى. وتقوم المرآة خلال الدربة والدراية بتلوين الأطباق حسب قدرتها ومهارتها مخرجة أشكالا هندسية جميلة. وتستمر العملية حتى يصبح الطبق بالحجم الذي تراه مناسبا، وقد يصل قطر الطبق إلى 70سم. وعند الانتهاء تقوم بعض النسوة بختم الطبق أي إنهاء تصنيعه بقطعة صغيرة من القماش تحفظ نهاية الدور الرئيسي للطبق بطول 4سم-6سم حتى يبقى متماسكا. ومن النساء من تزين الدور الأخير كاملا بالقماش فتقوم بتثبيت قطعة القماش عليه بواسطة الخيط والإبرة لتحافظ عليه من التلف لأطول مدة من الزمن.
ولا تنسى المرأة sأن تشكل في الدور الأخير من الطبق مثلثا صغيرا بارتفاع 3سم تقريبا ليستخدم (كعلاقة) للطبق على الحائط.
تستخدم الأطباق الكبيرة الملونة عادة لتقديم الطعام عليها للضيوف أو في المناسبات، ولكن المرأة تصنع أطباقا غير ملونة في الغالب وبحجم صغير قليلا كي تستخدم في البيت وبشكل دائم وتسمى الصواني.
أطباق من القـــش
2 - المهفه
وهي نوع من الأطباق ولكنها بحجم صغير إذ يبلغ قطرها من 20 إلى 22سم. ويثبت في الدور الأخير منها خيوط من الصوف بطول 5 - 6 سم لتساعد على تحريك الهواء عند استخدام المهفة لهذه الغاية. وتجتهد المرأة في تلوين هذه المهفة، كما تثبت في جهة منها مقبضا بشكل جميل لتمسك به عند استخدام المهفة.
وكثيرا ما تثبت في وسط المهفة مرآة صغيرة قطرها حوالي 7 سم تستخدمها المرأة عادة عندما تكتحل أو تتزين.
3 - القبعه
وتلفظ بضم القاف وتسكين الباء وفتح العين. وهي وعاء يستخدم لحفظ ونقل المحاصيل أو أي مواد أخرى وتصنع من القش.
تبدأ المرأة بصناعتها بنفس طريقة صناعة الطبق، وعندما تصل إلى الحجم المناسب تبدأ بتشكيل حافة جدار دائري لها. وتستمر ببناء الحافة الجدارية من القش حتى تصل إلى ارتفاع مناسب ثم تختم دور النهاية كما تفعل في الطبق. وغالبا ما يكون قطر القبعة 25سم تقريبا وارتفاعها 20سم. وأكثر القبع ما تصنع ملونة مزخرفة.
4 - الجونه
تصنع بنفس طريقة صنع القبعة ولكنها تمتاز بكبر حجمها وتتسع إلى حوالي 30-40كغم من القمح، وأكثر الجون ما تعمد المرأة إلى إحاطتها من الخارج بجلد الماعز أو البقر حفاظا عليها من التلف وكي تخدم أطول فترة زمنية ممكنة.
5 - الترويج
بكسر التاء، وهو بنفس مواصفات القبعة ولكنه بحجم صغير إذ يبلغ قطره 15 سم تقريبا وارتفاع جداره 7-10 سم ويستخدم كمكيال للدقيق، ويحمل فيه الدقيق المستخدم عند عملية إعداد الخبز في الطابون.
6 - القوطه
تصنع القوطة بطريقة تشبه إلى حد ما صناعة القبعة ولكن بفارق بسيط؛ إذ يكون ارتفاع الجدار عادة أكثر من قطر القوطة، وكذلك يصنع الجدار بشكل شبه كروي في الثلثين الأول والثاني من الجدار ثم يبدأ الجدار بالانحناء إلى الداخل ليشكل باب القوطة بحجم قد يصل إلى نصف طول قطر القوطة، ومن النساء من تجعل لها علاقة تصل في منتصفها إلى 10سم ارتفاعا من باب القوطة. وللقوطة استخدامات عديدة أهمها حفظ المواد الغذائية الخاصة كاللوز والفستق والحلوى الجافة والقطين والزبيب وغيرها. وتصنع غالبا من القش الملون.
7 - المعلاط أو القرطله
يصنع المعلاط من القش وكذلك من فروع الزيتون الرفيعة الخضراء الطرية ولكل استعمالاته الخاصة. ومعلاط القش صغير نسبيا ويستخدم لجمع ثمار التين أو بيض الدجاج وغيره. ويكون على شكل القبعة لكن جداره أقل ارتفاعا وله علاقة كبيرة أكبر من تلك التي تصنع للقوطة مثلا.
بقى القش مهمة من مهمات امنا الفلاّحه ، الله يرحمها ،
وبقت دارها من غير ما تعلم متحف فنون
ما بتلاقي ولابتشوف في بيتها الا كل أصيل ، ضارب في التاريخ ..
اطناب وجذور ، من قش وفخار وقحف الطابون
كله من صنع إيديها ، يا رب تسلم إيديها ، واللي ماتت بالجنه تجازيها ،
قديش بقى عقلها رغم البساطه كنز مصيون
بقى القش فن ومتاع ، أكيد بقت الزخرفه بسيطه ، بس بقى الها ارتباط ...
في الأرض والأنسان المطحون
الإنسان اللي عشق الأرض ، والأرض اللي عشقت عرقه ، واتحدت مية المطر ...
والعرق وجذر الزيتون
وبنوا عَ ها لأرض حضاره ، نزَّت في وجداننا ، جيل بعد جيل ،
قطره بعد قطره ، مثل مية لِعيون
إللي فجَّرَت الصخر الأصم ، واللي نبعت من التراب لِحّمَر، ولاَّ من الرمل لِصفر ،
واحه في الصحرا تعلن أنا هون
***
بقى الزرع لمّا يتكوم عَ البيادر ينتظر بقاياه تلتحق فيه عَ الحمير والجمال ،
بتلاقيه مرجود ومن الموارس مشحون
فرصه لصانعات الأبداع من القش ، يلقطن من سيقان السبل ....
حاجتهن ، لزوم أثاث الدار احتياطي ومخزون
وتلاقي حُزم ها لقش تلقطت وتجمعت وتربطت ، وانحطت عَ ظهور
الخوابي ، بعضها لبعض مقرون
ولمّا الغله تنضب في الخوابي ، والزيت ينخزن في الجرار ،
ويخف حليب ولبن الغنم ، وتنام العصاره في لغصون
بتفضى ست الدار للقش ونسيج القش ، قدام وجاق النار ،
وريحة البطاطا اللي زرها في الجمر مدفون
ويبلش الإبداع يتجلى من طبق تفرد عليه الخبز لِمّقمَر لمقحمش ..
لمحمر ومن جونة تجول فيها الزيتون
ولاّ تسرح فيها أيام القيظ قبل الفجر ، وتنتعها لخُنّاقها عنب وتين ،
عَ الندا قَطِر عَ السنون
***
بقت حاجات الدار من القش كثيره ، وغير الطبق والجونه بقت عنا القبعه ،
والقبعه جونه حجمها زغنون
والقفير اللي انحط فيه بيض الجاج ، سبحان يوم ما بقى الجاج مملي كل حاره ،
وزقاق وعلف للجحش والبغل الحرون
والقوطه ما بتفرق عن الجونه ، أختها بس الها غطا لنقل الأكل ،
تحجبه للخصوصيه عن لِعيون
والمهفه بتتربع في نصها مرآه زغيره ، منها الست بتطمأن على بصمات الزمن ،
اللي زحفت عَ وجهها المزيون
ومنها منظر جمالي ، وألوان القش تعانقت مع شراشيب الحرير مع لِمرآه ،
منظر أثير ، جماله مضمون
بقت المهفه عنوان حوّا في كل دار ، إن لاحت فرصه إطمأنت عَ جمالها ...
من خلالها ، بتأمر وبتمون
جمالها المقرون بعمرها اللي صار يمشي في عروقها ، وقديش ظايل قدامها ....
قبل ما مسحة ها لجمال تختفي ولها لوجه تخون
**
جونه ، طبق ، قبعه ، مهفه ، قوطه ، قفير ، عناوين زغيره لأنجازات ....
مرتبطه بالبركه والقمح والزيتون
مرتبطه بالفلاّح وحياة الفلاح ، اللي عاش على الإنتاج من الأرض ،
منها الرغيف والزيت ، ومنها فلقة الصابون
منها يوقد لطبخته ولكبارته ، ومنها أعشاب زاده وزوادته ،
ومنها للطب والعيا ، ويدق عَ الجرح طيون
بقى الفلاح منذور للأرض ، وها لقش بعد التقشيش بقى يدخل مراحل ،
قبل ما يصير فن مضمون
ينتقع في الميه ، وينغط بالصبغه ، أصباغ وألوان جذابه ، من كل .......
منظر وشكل عَ الطبيعه لون
وتمسك الأيد اللي بتبدع ها لقش ، وتبلش تصنع إبداع راقي ،
ايخلي العقل قدامه مبهورمفتون
وقديش فلاحه ماتت وطواها الزمن ، بس ظل إبداعها وراها ...
شامخ عالي مثل السرو والزيزفون