غربة......

استيقظت في الصباح الباكر..شعرت بغربة لم تجد لها تفسيرا
نظرت حولها
مرآتها..ومكتبها..اوراقها..دمى طفولتها
لا شيء يثير الريبة ..رتابة المكان كما تركته الليلة الماضيةوما زال شعورالغربةيراودها..اتجهت بخطواتها المترددة نحو نافذتهاكأنها تخاف أن تجد سبب هذه الغربة في غرفتها الصغيرة
نظرت في الخارج..ضباب ..وقطرات المطر الحاملة للخير ..اغصان الشجر تتمايل مع الرياح..اطفال يلهون تحت المطر..وما زالت دقات قلبها في تسارع مضطرب
...
وفي لحظات خاطفة حملتها ذكرياتها الى هناك..حيث كان يقف بعيدا
كان دائما يأتي عند رحيل الشمس وزوال غروبها وعند هطول قطرات المطرويرسل لها من خلف ستائر انهماره نسمات امل تقتل الالم بداخلها
لما لم يفكر يوما بالاقتراب..لما يصر دائماً أن يلوح لها بأمل وإصرار بإنهاء ألمها عن بعد
هو يعلم تماما أنها بحاجته لما لا يقترب أكثر..لما لا يشعرها بأمان تتمناه بقربه
في يوم كانت تشعر بخوف وبألم جرحها الملتهب المستمر بالنزف بلا توقف
وقفت على نافذتها
تراقب خطواته ..نظراته الداعمة من بعيد تشهق نسمات الامل المرسلة منه اليها
وتزفر آهات الالم المتراكم بداخلها..
يمد لها يده ليخرجها من دوامات دموعها وما زال يقف بعيدا
به من الألم ما يشعرها انه ايضا بحاجتها ..كم تتمنى ان يعبر الشارع الفاصل بينهما..
خطوات صغيرة تفصل بينهما ولكنها تشعر بحاجتها لقربه اكثر من هذه الخطوات
واقرب من عبور الشارع
عادت تلتفت في غرفتها وعبر نافذتها تبحث عنه بشغف طفولي تتمنى أن تراه يقف في الجهة المقابلة..لم يأتِ..ولن يأتِ ..غربتها غيابه..والمها اشتياقها له وخوفها ان لا يأتي..
ستبقى بإنتظاره مع كل قطرة مطر ومع كل اشراقة شمس جديدة ستنتظر قدومه وقربه..والشعور بدفء وأمان وجوده
سيأتي ..متأكدة