توقع خبير عسكري لبناني أن تكون الساعات الثماني والأربعين القادمة حاسمة في تحديد مسار العملية العسكرية الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة،ولم يستبعد أن تخفض تل أبيب مستوى أهدافها من اجتثاث حماس إلى إضعافها. وقال العميد المتقاعد د. أمين حطيط لفضائية الجزيرة إن الكيان الصهيوني وضع بنكا من الأهداف يتضمن 230 هدفا مصنفة إلى ست فئات،وبمراجعة مواطن القصف ومواقع التدمير يتبين أنها تجاوزت الأهداف الأساسية،حيث قصفت الطائرات الصهيونية خلال الأيام الثلاثة الماضية 275 هدفا 'وبالتالي فإن الكيان عالج كل ما كان يريده في القطاع'. وأضاف حطيط أن 'إطلاق الصواريخ بعد أن فرغ الاحتلال من معالجة بنك أهدافه شكل مفاجأة له،وقدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ تشكل رسالة قاطعة على قصور العملية الجوية عن تحقيق أهدافها'. ويستنتج حطيط أن معطيات الواقع تفيد بأن الحملة الجوية الصهيونية استنفدت الأهداف المقصوفة،لكنها لم تحقق الأهداف الموضوعة لها'مما يجعل الاحتلال بحاجة لتمديد المهلة' معربا عن اعتقاده بأن الكيان سيعيد خلال الساعات القادمة تقييم الموقف وتمديد العملية الجوية ما بين 24 و48 ساعة أخرى 'بحيث سيكون الخميس المقبل نقطة حاسمة أمام القيادة الصهيونية ليقرر ماذا يرد'. كما شدد على أن قدرة المقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ والتماسك، ورفض الاستسلام يعني 'فشل العملية الجوية في تحقيق أهدافها' مضيفا أن ذلك سيضطر الكيان 'للتراجع عن السقف العالي الذي حدده وهو اجتثاث المقاومة واحتلال القطاع وإخراج المقاومة منه وتسليمه لطرف ثالث'. ورأى العميد المتقاعد أن الكيان سيكون أمام خيارين: إما الاجتياح الجزئي حتى يقول إنه عالج قواعد الصواريخ ودمر مخازنها،وإما الاحتلال الرمزي لجيوب في محيط الحدود كما حصل في لبنان. وحول ما إذا كانت حرب غزة ستقوده إلى لجنة تحقيق جديدة تشبه لجنة فينوغراد التي أعقبت حرب لبنان عام 2006، قال إن مجرد انطلاق صواريخ غراد يعني إخفاق الخطة الصهيونية وإن القيادة العسكرية لم تتخذ كافة التدابير التي تستطيع بمقتضاها معالجة الأهداف بشكل تدميري اجتثاثي 'وهذا سيقود حتما إلى مساءلة كما حصل في لبنان،لكن الذي يحدد مسار الأمور هو الساعات المقبلة'. وعن إمكانية حشد قوات برية كبيرة إلى غزة،رأى حطيط أن الكيان لا يستطيع تكرار ما حصل لها في لبنان موضحا أن الاحتلال لم يستطيع معالجة مصادر النيران في جنوب لبنان قبل إطلاق عمليته البرية،وبالتالي فإن إخفاقه في تلك المعالجة أدى إلى إخفاقها في الحرب،وبالتالي لا يستطيع أن ينطلق بعملية برية قبل أن يطمئن على نتائجها. وشدد الخبير العسكري على أن مجرد انطلاق صواريخ غزة يعني وجود مقاومين يتربصون،وعليه فإن الاحتلال سيتتردد كثيرا في إطلاق هجومه الواسع 'لأنه سيلاقي مجزرة في جنوده،ويكون مآل الحرب معاكسا لما تريده القيادتان السياسية والعسكرية. وحول المخرج الأميركي الأوروبي،توقع الخبير العسكري أن يحاول الاتحاد الأوروبي مع واشنطن البحث عن مخرج عبر مجلس الأمن بقرار يشبه 1701 دون أن يستبعد محاولة تل أبيب الضغط على المقاومة باحتلال جزئي لغزة كورقة مساومة 'لكن كلا الأمرين مرهون بما سيقدمه الميدان في تفاعلاته مع عملية القصف،وبما تظهره قيادة المقاومة من ثبات وتماسك في الموقف'. وخلص العميد حطيط إلى أن الحكم النهائي على اتجاه العملية العسكرية ضد غزة يحتاج إلى الساعات الثماني والأربعين القادمة،أي التوقيت الذي ستعلن فيه القيادة الصهيونية بدء العملية البرية ضد غزة سواء كانت شكلية ام جزئية. |