لهيب المقاومة يقهر الغزو البري

غزة ـ القدس العربي ـ من اشرف الهور ـ يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه البري الذي بدأه لليلة السبت على قطاع غزة الذي تلبدت سماؤه بالغيوم السوداء جراء اتساع رقعة القصف، فيما اعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عن اسر جنديين اسرائيليين او اكثر.

وجاء تصريح كتائب القسام على لسان الناطق باسمها ابو عبيدة في اتصال مع قناة الجزيرة الفضائية صباح الاحد.

وأفاد شهزد عيان في غزة بأن القوات الغازية التي أقرت بجرح ثلاثين من جنودها خلال المعارك المحتدمة تتقدم ببطء شديد على خمسة محاور. كما أفاد بوقوع عدد من الجرحى الإسرائيليين جراء قصف المقاومة بلدة سديروت.

وتتركز العمليات البرية على عدة محاور شمال وشرق القطاع وسط أصوات لإطلاق نار كثيف وقصف مدفعي واشتداد ضراوة المعارك، مع تقدم محدود للآليات .

وتوغل رتلا من الدبابات، وجرافة واحدة في قلب ما كان يسمى مستوطنة نتسريم وسيطرت على منطقة المغرافة جنوب القطاع. واعتبر أن هذا التطور مهم رغم أنه متوقع لأن هذه المنطقة هي الأضعف بالمحاور المشتعلة.

من جانب آخر أقر جيش احتلال بأن ثلاثين من جنوده أصيبوا بجروح خلال الليل بينهم اثنان في حالة خطرة. وبثت أولى الصور التلفزيونية للجرحى وهم ينقلون للمستشفيات.

وتحدثت انباء عن ان تسعة من الجنود الجرحى أصيبوا جراء استهدافهم بقذائف هاون. ونقل عن مصادر إسرائيلية استشهاد ثلاثين مقاوما في الاجتياح.

وكانت مصادر في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قالت إنها تمكنت من قتل خمسة جنود إسرائيليين في كمين شرقي حي الزيتون.

ياتي ذلك فيما أنهى مجلس الأمن الدولي الأحداجتماعا حول الوضع في غزة من دون التوصل إلى اتفاق على نص يدعو إلى وقف العمليات القتالية, على ما أعلن رئيسه سفير فرنسا جان موريس ريبير.

وقال ريبير للصحافيين بعد حوالى أربع ساعات من المشاورات في مجلس الأمن "لم يحصل اتفاق بين أعضاء المجلس".

لكن السفير الفرنسي أضاف "كان ثمة تلاق كبير جدا في وجهات النظر للتعبير عن قلقنا الكبير من التصعيد ومن تدهور الوضع" و"فكرة الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار يتم احترامه".

وفي هذه الأثناء برزت خلافات أوروبية بين إدانة الهجوم البري الإسرائيلي على غزة والاكتفاء بانتقاده.

وواصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات والمدن الإسرائيلية رغم بدء العملية العسكرية البرية بغزة والتي خلفت خمسة قتلى في صفوف الاحتلال ومن المتوقع ان يرتفع العدد، فيما قالت مصادر طبية فلسطينية إن عشرة فلسطينيين استشهدوا منذ بدء التوغل، في حين كثف الاحتلال من غاراته مع دخول العدوان اليوم التاسع.

وقالت قناة الأقصى التابعة لحركة حماس إن قصفت موقع رعيم العسكري الإسرائيلي بصاروخي قسام. كما أكدت نقلا عن الإذاعة الإسرائيلية إطلاق صاروخين على بلدة نتيفوت.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية بدورها أن خمسة صواريخ قسام سقطت في النقب خلال ساعات الليل.

وفي وقت سابق أعلن تليفزيون الأقصى التابع لحماس أن المقاومة تمكنت من قتل خمسة جنود إسرائيليين خلال التوغل بغزة.

وأعلنت كتائب القسام في بيان أن عناصرها فجروا عبوة مضادة للأفراد بقوة خاصة راجلة بمنطقة العطاطرة شمالي قطاع غزة.

من جهة أخرى قالت مصادر طبية إن عشرة فلسطينيون استشهدوا وأصيب العشرات بجروح منذ بدء العملية البرية.

وأضافت أن أربعة شهداء وهم رجلين وامرأة وطفل وصلوا إلى مستشفى الشفاء بغزة، فيما وصل ثلاثة شهداء آخرين إلى مستشفى بيت حانون. كما أوضح عاملون باللجنة الدولية للصليب الأحمر أنهم أبلغوا بوجود جثة لأحد الشهداء بالقرب من الدبابات بشمال غزة.

وقال شهود عيان إن طيران الاحتلال استهدف مجموعة من الفلسطينيين شرق غزة، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم.

ونفت كتائب القسام مزاعم عن مصادر عسكرية إسرائيلية بأن ما بين عشرين إلى ثلاثين من النشطاء قد استشهدوا منذ بدء العملية البرية, معتبرة تلك التقارير بأنها محاولة لإحباط عزيمة مقاتليها.

بدوره قال القيادي بحركة حماس محمد نزال لقناة الجزيرة الفضائية إنه تلقى معلومات أكيدة بأن المقاومة قتلت وجرحت العشرات من جنود الاحتلال خلال التوغل البري, مشددا على أن فصائل المقاومة على أتم الاستعداد لمواجهة ذلك التوغل.

وقال القيادي بحماس إسماعيل رضوان إن حركته تجهز "بيان النصر توا وفورا, لأن غزة ستكون مقبرة لكم (جيش الاحتلال), بإذن الله فانتظروا فإن غدا لناظره لقريب".

ونفى ممثل حماس بلبنان أسامة حمدان المزاعم الإسرائيلية بأن قادة الحركة يختبئون تحت الأرض. وأكد حماس أن المقاومين يتواجدون في الميدان, مستشهدا بالقيادي نزار ريان الذي استشهد مع عائلته بمنزله.

وغرق القطاع في ظلام دامس، وسمع على طول الحدود مع غزة اصوات اطلاق الرصاص، في بداية للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

وافاد شهود عيان قرب معبر المنطار انهم يسمعون هدير الدبابات واصوات اطلاق الرصاص.

وقال شاهد عيان فلسطيني إن طابورا صغيرا من المركبات الإسرائيلية مدعوما بطائرات هليكوبتر مقاتلة دخل إلى شمال قطاع غزة اليوم السبت.

وأضاف الشاهد وهو مقيم ببلدة بيت لاهيا في شمال القطاع إن الطابور عبر السياج الحدودي في جنح الظلام. ولم يتمكن شاهد العيان على الفور من تقدير عمق التوغل الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

وتمكنت مجموعة مشتركة من كتائب نسور فلسطين وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين من مهاجمة وحدة من القوات الخاصة الاسرائيلية والاشتباك معها عن قرب ومن مسافة قريبة جدا قرب معبر (كارني) شرق مدينة غزة السبت.

وقال بيان مشترك للمجموعتين ان الاشتباك جرى بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية المحمولة (آر بي جي). واضاف البيان "اكد مقاتلونا وقوع خسائر مؤكدة في صفوف القوة المعادية ومازالت الاشتباكات تدور رحاها حتى اعداد هذا البيان" مؤكدا ان هذه العملية "تأتي في اطار التصدي لقوات العدو الغازية التي تحاول اجتياح قطاعنا الحبيب".

كما اكدت مصادر اسرائيلية لوسائل اعلام ان مقاتلين فلسطينيين "يحاصرون" وحدة من القوات الاسرائيلية الخاصة.

وكانت الدبابات الاسرائيلية نفذت في اول دخول لها على خط المعركة في غزة مجزرة جديدة ضد المصلين في مسجد الدكتور ابراهيم المقادمة في جباليا حيث سقط 16 شهيدا على الاقل واربعين جريحا اثر سقوط قذيفة مدفعية على المسجد خلال اداء صلاة المغرب مساء السبت ليرتفع عدد شهداء العدوان المستمر منذ 8 ايام الى 457 شهيدا ونحو 2300 جريح.

ونقلت سيارت الاسعاف عشرات المصابين الى مشفي كمال عدوان في بيت لاهيا وقد وصفت جثث بعض الشهداء بالاشلاء.

وفي مخيم رفح على الحدود مع مصر اطلقت الطائرات الاسرائيلية صاروخا واحدا على الاقل قرب بوابة صلاح الدين ما ادي الى استشهاد اربعة فلسطيين على الاقل ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا السبت فقط الى نحو ثلاثين شهيدا.

وقصفت المدفعية الاسرائيلية اهدافا شرق وشمال وجنوب وغرب مدينة غزة مساء السبت .

وقد قصفت المدفعية نحو 20 قذيفة على اراضي مفتوحة في المنطقة المذكورة، فيما يواصل الطيران الحربي على اهداف في جباليا، بينما تقوم الزوارق الحربية الاسرائيلية بقصف اهداف مختلفة في اماكن من القطاع

وقال شهود عيان ان القصف تسبب في انفجار كبير في مدينة غزة وسلسلة من التفجيرات بطول الحدود مع اسرائيل.

ووفقا لاسرائيل فقد قلت نسبة الصواريخ المنطلقة من القطاع باتجاه البلدات الاسرائيلية حيث بلغت حتى الان نحو 20 صاورخا سقطت على بلدات مثل النقب واسدود.

وأعلن مسؤول فلسطيني أن قطاع غزة غرق بالكامل في ظلام دامس السبت نتيجة تدمير القصف الجوي الاسرائيلي خطوط الإمداد الكهربائي سواء الآتية من الأراضي الإسرائيلية أو المصرية.

وقال نائب رئيس سلطة الطاقة في قطاع غزة المهندس كنعان عبيد إن القطاع غرق في ظلام دامس نتيجة تدمير خطوط إمداد وشبكات الكهرباء، محذراً من كارثة حقيقية جرّاء هذا الانقطاع.

الله ينصرهم يا رب

الله يحميهم وينصرهم

الله ينصر اهل غزة