نداء الواجب: طاقم طبي توجه لإنقاذ ضحايا غارة إسرائيلية ليكون ضحية لغارة أخرى

غزة، 31/12/2008 (رامتان): في الساعات الأولى من فجر خرج المسعف محمد أبو حصيرة ومعه الطبيب إيهاب المدهون وزميل آخر لهم لتلبية نداء الواجب كطاقم طبي لإنقاذ ضحايا غارة إسرائيلية في شمال قطاع غزة، لكنهم عادوا إلى المستشفى بين قتيل وجريح في غارة إسرائيلية على نفس المكان.

هرع الطاقم الطبي مركز الإسعاف الذي يعمل فيه متوجهاً إلى منطقة "جبل الريس"، شمال قطاع غزة، حيث تواردت الأنباء عن غارة إسرائيلية على هدف في المنطقة، حيث تأكد وجود جثمان فلسطيني قتل على إثر الغارة وجرح آخرين.

وصل الطاقم لإسعاف ضحايا القصف، وما هي إلا لحظات حتى أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على نفس المكان، في وقت كان فيه المسعفون يواصلون نقل المصابين، فأضيفوا إلى قائمة ضحايا الغارة.

أبو حصيرة، توفي على الفور في الغارة، فيما أصيب د. إيهاب المدهون بجراح حرجة للغاية، حيث وصل طاقم طبي آخر لنقل زملائه المستهدفين إلى المستشفى، فيما ألحقت أضرار بالغة بسيارة الإسعاف.

وبعد ساعات، أعلن عن وفاة الطبيب المدهون في المستشفى متأثراً بجراحه التي أصيب بها، وبذلك يصبح عدد من قتله الطيران الحربي الإسرائيلي في الغارات المستمرة لليوم الخامس على التوالي، اثنين من أفراد الطواقم الطبية وإصابة 15 آخرين بجراح متفاوتة، فيما ألحقت أضرار بتسعة سيارات إسعاف، و3 سيارات تابعة للدفاع المدني.

وقال د. معاوية حسنين، مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية: "كان الطاقم يقوم بمهمته الإنسانية عندما استهدف في الغارة الإسرائيلية، لم يكن ذنبه سوى أنه يؤدي عمله في خدمة أبناء شعبه".

وأضاف حسنين، في مقابلة مع وكالة "رامتان": "سيارات الإسعاف معروفة وعليها علامات دولية، وأفراد الطواقم الطبية يرتدون الزي الفسفوري المميز وعملهم إنساني ومعروف، ولا يوجد أي تبرير لاستهدافهم"، معتبراً أن ما جرى يعتبر جريمة تضاف إلى الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.

من جانبه، أكد محمود، وهو رجل إسعاف فلسطيني، لرامتان، أن هذا الاعتداء ضد الطاقم الطبي لن يؤثر على عمل طواقم الإسعاف رغم المخاطر والتهديدات الإسرائيلية.

وقال محمود: "نحن كطواقم إسعاف نواجه مخاطر لا حصر لها ونحن معروفين بإشارات دولية، كإشارات الهلال والجميع يعرف ماذا تعني تلك الإشارة، إلا أننا نظل في دائرة الاستهداف".

وأضاف: "نواجه مخاطر وتحديات لا حصر لها، لكننا رغم ذلك على استعداد دائم لنداء الواجب وممارسة عملنا الإنساني لإنقاذ ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر وحماية أبناء شعبنا".